اتحاد العاصمة الجزائري حينما يأتمر بأوامر قصر المرادية دائما وأبدا

يبدو أن الخطط الكلاسيكية مع تكتيكات طفيفة التي يعتمدها جُل مدربي الأندية وحتى المنتخبات، في أفق الظفر بنتيجة مباراة أو الصعود بنقاط إضافية في سلم الترتيب، (يبدو) أنها تُدار بشكل مشوب باللبس والمكر داخل قصر المرادية، حيث السياسة والرياضة تنصهران في بعضهما البعض بكل يُسر، وينتهي بهما المطاف إلى إدهاش المنتظم الدولي بمفهوم جديد لما ألفنا تسميته ﺑ “الدبلوماسية الرياضية”.

منذ الوهلة الأولى والخطة تكشف عن نفسها، غير أن الاحتكام إلى قوانين المستديرة إفريقيا ودوليا حتم علينا المضي قُدما في أطوار هذه المسرحية “البليدة” إلى أن ينجلي الغموض وتظهر بجلاء النوايا الحقيقية المضمرة بين طيات القلب الجزائري.

كما تابعنا جميعا، لم يسلم فريق نهضة بركان من استفزازات العساكر، منذ أن وطأت قدما عناصره التراب الجزائري، ما دفعهم لتحويل مطار الهواري بومدين بالعاصمة الجزائر، يوم الجمعة 19 أبريل الجاري، إلى سجن مفتوح احُتجزت فيه بعثة الفريق البرتقالي، لأنها تجرأت، وفق مزاعم الجانب الجزائري الانفصالي الهوى، على ارتداء قمصان رسمية تتضمن خريطة المملكة المغربية من طنجة إلى الكويرة.

وقتذاك والجعجعة في أوجها داخل مطار الكابرانات، ارتأى المغاربة، وكعادتهم، التوجه بشكل رسمي إلى قاضي المستديرة بالقارة الإفريقية. وهنا اصطفت الكونفدرالية الإفريقية إلى جانب الطرح المغربي، باعتباره عادلا وغير مجانب للصواب. فالبراكنة تَحَصَّلُوا على مصادقة رسمية من “الكاف” لارتداء قمصان تتوسطها خريطة البلاد ونقطة إلى السطر.

وبين تلاسن مقيت وتعنت غير مبرر، أُلغيت مباراة ذهاب إياب كأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم المفترض خوضها يوم 21 أبريل المنصرم، على أرضية ملعب 5 جويليه بالعاصمة الجزائر. فما كان من العناصر المغربية إلا أن عادت أدراجها إلى أرض الوطن، تاركة مهمة البث في مخرجات الفضيحة الكروية إلى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. وبعد سلسلة من الاجتماعات تمخضت عنها قرارات ذهبت كلها في اتجاه توبيخ النادي الجزائري وحمله على الاستعاذة من شيطانه القابع بين أسوار قصر المرادية والمؤسسة العسكرية، اللاعبان الفعليان خلال أطوار هذه المباريات المُهْدَرَة دون وجه حق، دون الإغفال عن إمكانية تغريمه كثيرا وحرمانه من المسابقات القارية لموسمين.

وما حصل من مواقف اليوم الأحد، حيث كانت الجماهير تنتظر صافرة انطلاق مباراة نهضة بركان ضد اتحاد العاصمة يبرهن بالملموس أننا أمام دولة قاصر فكريا، والبلادة إرث جيني ينتقل بين مواطنيها من جيل إلى آخر. كيف يعقل أن يقطع طاقم نادي رياضي ما يزيد عن ثلاث ساعات جوا لمجرد أن يرفض خوض مباراة ضمن منافسات إفريقية؟ هل أُعدت الخطة الهجومية على طاولة قصر المرادية؟ ثم ما الحكمة من ارتهان مصير الكرة الجزائرية بيد حفنة ممن تولوا تسيير شؤون البلاد ضدا في شرعية الصناديق؟ لا إجابة شافية لهذه الأسئلة وغيرها غير الجهل المبين وأننا نتعامل مع دولة قاصر فكريا وسياسيا صدقا. وعلى أي سيتذكر التاريخ أن أصحاب الدار استقبلوا ضيوفهم بالتمر والحليب بما يتوافق والتقاليد المغربية الرصينة. ولما أكلوا الغلة انطلقوا يركضون داخل أرضية الملعب البلدي بمدينة بركان كالضباع رافعين شعار “ما نلعبوش مع المراركة صحاب الصحراء المغربية”.